السبيــــــــــــــــــــل
السبيل = الطريق الأقوم
وقوله الله تعالى: سورة يوسف الآية 108 قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ).
[ص-110] قوله: " باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله "
لما ذكر المصنف -رحمه الله- التوحيد وفضله، وما يوجب الخوف من ضده ، نبه بهذه الترجمة على أنه لا ينبغي لمن عرف ذلك أن يقتصر على نفسه، بل يجب عليه أن يدعو إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة. كما هو سبيل المرسلين وأتباعهم كما قال الحسن البصري لما تلا قوله تعالى: سورة فصلت الآية 33 وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ( فصلت ـ 33 ) فقال: " هذا ولي الله، هذا صفوة الله، هذا خيرة الله، هذا أحب أهل الأرض إلى الله، أجاب الله في دعوته. ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته، وعمل صالحا في إجابته، وقال: إنني من المسلمين. هذا خليفة الله ".
قال -رحمه الله-: وقوله: سورة يوسف الآية 108 قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ .
قال أبو جعفر بن جرير : يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ( قل ) يا محمد ( هذه ) الدعوة التي أدعو إليها، والطريقة التي أنا عليها، من [ص-111] الدعاء إلى توحيد الله، وإخلاص العبادة له دون الآلهة والأوثان . والانتهاء إلى طاعته وترك معصيته ( سبيلي ) وطريقتي، ودعوتي ( أدعو إلى الله ) تعالى وحده لا شريك له ( على بصيرة ) بذلك، ويقين علم مني به ( أنا و) ويدعو إليه على بصيرة أيضا من اتبعني وصدقني وآمن بي ( وسبحان الله ) يقول له تعالى ذكره: وقل تنزيها لله تعالى وتعظيما له من أن يكون له شريك في ملكه أو معبود سواه في سلطانه ( وما أنا من المشركين ) يقول: وأنا بريء من أهل الشرك به. لست منهم ولا هم مني. انتهى.
قال في شرح المنازل: يريد أن تصل باستدلالك إلى أعلى درجات العلم وهي البصيرة التي تكون نسبة المعلوم فيها إلى القلب كنسبة المرئي إلى البصر، وهذه هي الخصيصة التي اختص بها الصحابة عن سائر الأمة وهي أعلى درجات العلماء. قال تعالى: سورة يوسف الآية 108 قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي أي: أنا وأتباعي على بصيرة. وقيل ( من اتبعني ) عطف على المرفوع في ( أدعو ) أي أنا أدعو إلى الله تعالى على بصيرة، ومن اتبعني كذلك يدعو إلى الله تعالى على بصيرة، وعلى القولين: فالآية تدل على أن أتباعه هم أهل البصائر الداعون إلى الله تعالى، ومن ليس منهم فليس من أتباعه على الحقيقة والموافقة، وإن كان من أتباعه على الانتساب والدعوى.
قال المصنف -رحمه الله-: ( فيه مسائل: منها التنبيه على الإخلاص لأن كثيرا لو دعا إلى الحق فهو يدعو إلى نفسه، ومنها: أن البصيرة من الفرائض. [ص-112] ومنها: أن من دلائل حسن التوحيد أنه تنزيه لله تعالى عن المسبة . ومنها أن من قبح الشرك كونه مسبة لله تعالى . ومنها إبعاد المسلم عن المشركين لا يصير منهم ولو لم يشرك ).
وقال العلامة ابن القيم -رحمه الله تعالى- في معنى قوله تعالى : سورة النحل الآية 125 ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ( النحل ـ 125 ). ذكر سبحانه مراتب الدعوة وجعلها ثلاثة أقسام بحسب حال المدعو: فإنه إما أن يكون طالبا للحق محبا له. مؤثرا له على غيره إذا عرفه. فهذا يدعى بالحكمة. ولا يحتاج إلى موعظة وجدال. وإما أن يكون مشتغلا بضد الحق، لكن لو عرفه آثره واتبعه، فهذا يحتاج إلى الموعظة بالترغيب والترهيب. وإما أن يكون معاندا معارضا، فهذا يجادل بالتي هي أحسن. فإن رجع وإلا انتقل معه إلى الجدال إن أمكن. انتهى
ومعنى السبيل: الطريق و ما وضح منه (يذكر و يؤنث) و السبب و الوصلة و في التنزيل العزيز) يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا (و الحيلة (ج) سبل و أسبلة و سبيل الله الجهاد و الحج و طلب العلم و كل ما أمر الله به من الخير و استعماله في الجهاد أكثر و الحرج يقال ليس علي في كذا سبيل و الحجة يقال ليس لك علي سبيل و ابن السبيل المسافر المنقطع به و هو يريد الرجوع إلى بلده و لا يجد ما يتبلغ به
ومعنى الملا: الجماعة وأشراف القوم و سراتهم (ج) أملاء ويقال ما كان هذا الأمر عن ملأ منا عن مشاورة والخلق يقال ما أحسن ملأ فلان أخلاقه وعشرته